[[ لحظة سمراء ]] .. بين أعذار الماضي لهذا وواقع الغرور لذاك ,, ما الذي يجب ؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-
-
كشفت المجريات الأولى من بطولة " أمم إفريقيا " المقامة في " أنجولا " خبايا غريبة وعجيبة أثارت القيل والقال وأسالت المداد ولم تدع مجالا لرفع الأقلام . وواضعة لنا ألبوم صور غريب عجيب مثلت لنا ثلاث صور منه الحدث الأكبر .
بداية المسلسل كانت بالحادث الخطير الذي تعرضت له بعثة المنتخب " التوجولي " قبل انطلاقة المونديال الإفريقي الكبير ,, ولتكون تلك ضربة قوية لرئيس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم " الكاف " السيد " عيسى حاياتو " الذي وجد نفسه في مأزق أججته أقلام صحفية من حقها التساؤل ولو سؤالا بسيطا عن أهم الشروط التي يشترطها الإتحاد في منظمي بطولات كبرى كبطولة " أمم إفريقيا " . فما حدث لم يكن حادثا عرضيا ولا حادثا تقنيا ولا حادثا سببه الإهمال ,, بل كان حادثا مدبرا مخططا له بعناية وسط استهتار أمني مخيف ذهب ضحيته ثلاثة أرواح من بينها مساعد مدرب المنتخب " التوجولي " . والمثير في الموضوع أن " الكاف " لم تسمعنا أي ردة فعل تنبيهيه للسلطات " الأنجولية " وكأن ما حدث كان متوقعا أو أنه مجرد حادث تقع ألاف الصور منه في في العالم .
هذه اللامبالاة الخطيرة من جانب " الإتحاد الإفريقي " تضع علامات استفهام كبرى عن الدور الذي يلعبه هذا الإتحاد في هذه البطولة التي يبدو أنه يتبرأ من مسؤوليته عنها بمجرد إسناد مهمة التنظيم لبلد ما ,, فكيف يعقل أن ننتظر ردا مليئا بالصرامة المتوقعة من جانب حضرة " الــفــيــفــا " بينما المعني الأساس بالموضوع يعيش في سباته الغريب ,, وكأننا في عالم غاب تسوده الفوضى ويطبعه العبث .
الصورة الثانية من هذا المسلسل كانت الخسارة القاسية والمؤسفة التي تعرض لها المنتخب الجزائري الشقيق بقيادة مدربه المحنك " رابح سعدان " على يد أبناء " مالاوي " الذين تسيدوا المباراة طولا وعرضا وعرفوا كيف يعيدوا مسلسل الأعذار الغريبة للواجهة .
" رابح سعدان " بعد نهاية المباراة أقام ندوة صحفية انتقد فيها " الإتحاد الإفريقي " متهما إياه بكونه السبب في خسارة منتخب بلاده بتلك النتيجة القاسية ,, والمتهم المسكين هنا حرارة مفرطة معروفة عن " إفــريــقــيا الــجــنوبــيــة " في هذا الوقت ,, وحرارة مفرطة تلعب تحت تأثيرها كل الفرق المشاركة في البطولة . فهل " الجزائر " وحدها من تلعب مبارياتها تحت وقع حرارة السمراء المفرطة ,, أم أنه كان من الأفضل لــ " عيسى حاياتو " أن يترك للمنتخبات حقها في اختيار أفضل مدن " إفريقيا " جودة جوية لتلعب مبارايات مجموعتها عليها ؟؟ .
لقد كنت أتمنى أن نسأل السيد " رابح سعدان " الذي أكن له بالمناسبة احتراما كبيرا ,, عن السبب الذي دعاه ليعسكر في بلد شتوي بارد وقارس كــ " فرنسا " بدل النزول لدولة يحاذي جوها المشمس دولة تعيش أجواء صيفية كــ " أنجولا " ,, وهو ما يعيدنا لطرح السؤال العريض عن سبب تشبث منتخبات دول المغرب العربي بدول القارة العجوز قصد الإعداد لمباريات سمراء لونها وثقافتها والتي تختلف كل الإختلاف عن الأجواء الأوروبية ؟؟ .
الصورة الثالثة هي لمنتخب " الفــيـــلــة " الذي ظن البعض أنه قد فاز قبل انطلاق الصافرة ,, بينما كان البعض وأنا منهم يتوقع مباراة صعبة بحكم قوة منتخب كــ " بوركينافاسو " تاريخيا قبل أن يكون كذلك حاضرا ,, فما الذي تغير يا ترى ؟؟ .
الذي تغير أن مدرب " الــفــيل الإيــفواري " افتقد لهذه المعلومة ,, وفضل الإحتفاض ببعض أوراقه على دكة البدلاء ,, واضعا 70 % كنسبة للفوز والبقية موزعة على الطوارئ ,, لكنه نسي معلومة أخرى مفادها أن مستوى الكرة الإفريقية قد تطور بشكل كبير وكبير جدا . ما جعل نظرية الضعيف تحذف عن 80 % من فرق القارة كي لا نبالغ ونقول أكثر من هذه النسبة ,, وبالتالي كان على الطاقم الفني البرتقالي أن يكون أكثر يقضة لإيقاض اللاعبين من سباتهم وتذكيرهم بيقمة من سيواجهونه ,, بدل التفكير في " غــانــا " رفقة " إيسيان " الذي هو اليوم يرقص فرحا لأخطاء منتخب زميله في الفريق ,, وهو على الأرجح لن يفوت فرصة قيادة مجموعته لنيل الثلاث الأولى التي تجعله يخرج أول أقدامه من بحر إفريقي لم يعد يعترف بالأعذار ولا بالحيتان الصغيرة .
أظن أنه قد حان الوقت لنكشف النقاب عن أخطاء الماضي ,, فالأعذار أحيانا كثيرة تكون أقبح من ذنب ,, والوقوع في نفس خطأ الماضي هو بحد ذاته ذنب في حق شعوب ملت مشاهدة نفس أفلام المسرحيات كل عامين ,, وملت مشاهدة منتخباتها تغرق في نفس مصير الماضي ,, وهي التي تبتسم فخرا بمنتخب تقول أنه يمثلها بينما الواقع أنه يستسفز مشاعرها في كل دورة .